منتدى الخواطر والعقلية الجزائرية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم

اذا كنت مسجل ندعوك لتسجيل الدخول بالضغط على زر الدخول

اذا كنت زائر ندعوك للتسجيل معنا بالضغط على زر التسجيل

ونتمنى لك قضاء أفضل الاوقات معنا
منتدى الخواطر والعقلية الجزائرية
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم

اذا كنت مسجل ندعوك لتسجيل الدخول بالضغط على زر الدخول

اذا كنت زائر ندعوك للتسجيل معنا بالضغط على زر التسجيل

ونتمنى لك قضاء أفضل الاوقات معنا
منتدى الخواطر والعقلية الجزائرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اكثر من اربعة قصائد لنزار قباني

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
1989rachid
عضو جديد
عضو جديد
1989rachid


ذكر
الحمل
عدد المساهمات : 9
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 06/02/2010
العمر : 35

اكثر من اربعة قصائد لنزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: اكثر من اربعة قصائد لنزار قباني   اكثر من اربعة قصائد لنزار قباني Emptyالخميس فبراير 18, 2010 2:46 pm

نزار قباني (1923-1998): شاعر سوري اشتهر بأعماله الرومانسية والسياسية الجريئة. تميزت قصائده بلغة سهلة وجدت بسرعة ملايين القراء في أنحاء العالم العربي. ولد نزار من عائلة دمشقية، درس القانون في جامعة دمشق وتخرج عام 1945. عمل سفيراً لسوريا في مصر وتركيا وبريطانيا والصين وإسبانيا قبل أن يتقاعد عام 1966. انتقل إلى بيروت (لبنان) حيث أسس دار نشر خاصة تحت اسم "منشورات نزار قباني". بدأ أولاً بكتابة الشعر التقليدي ثم انتقل إلى الشعر العمودي، وساهم في تطوير الشعر العربي الحديث إلى حد كبير. كان لانتحار شقيقته التي أجبرت على الزواج من رجل لم تحبه، أثر كبير في حياته، وتناولت كثير من قصائده قضية حرية المرأة. تناولت دواوينه الأربعة الأولى قصائد رومانسية. وكان ديوان "قصائد من نزار قباني" الصادر عام 1956 نقطة تحول في شعر نزار، حيث تضمن هذا الديوان قصيدة "خبز وحشيش وقمر" التي انتقدت بشكل لاذع خمول المجتمع العربي. تميز قباني أيضاً بنقده السياسي القوي، من أشهر قصائده السياسية "هوامش على دفتر النكسة" 1967 التي تناولت هزيمة العرب على أيدي إسرائيل في نكسة حزيران. من أهم أعماله "حبيبتي" (1961)، "الرسم بالكلمات" (1966) و"قصائد حب عربية" (1993).

Nizar Qabbani (1923-1998): Syrian poet and diplomat whose subject matter, at first strictly romantic, grew to embrace political issues as well.
Written in simple but eloquent language, his verses, some of which were set to music, won the hearts of countless Arabic speakers throughout the Arab World. Qabbani, who was born into a middle-class merchant family, was also the grandnephew of the pioneering Arab playwright Abu Khalil Al-Qabbani. He studied law at the University of Damascus (graduated in 1945), then began his varied career as a diplomat. He served in the Syrian embassies in Egypt, Turkey, Lebanon, Britain, China, and Spain before retiring in 1966 and moving to Beirut, Lebanon, where he founded the Manshurat Nizar Qabbani, a publishing company. Meanwhile, he also wrote much poetry, at first in classic forms, then in free verse, which he helped establish in modern Arabic poetry. His poetic language is noted for capturing the rhythms of everyday Syrian speech.
The suicide of his sister, who was unwilling to marry a man she did not love, had a profound effect on Qabbani, and much of his poetry concerns the experiences of women in traditional Arab society. Verses on the beauty and desirability of women filled Qabbani's first four collections. Qasa'id min Nizar Qabbani (1956; "Poems by Nizar Qabbani") was a turning point in his art; in it he expressed resentment of male chauvinism. It also included his famed "Bread, Hashish and Moon," a harsh attack on weak, impoverished societies that live in a haze of fantasies. Thereafter, he often wrote from a woman's viewpoint and advocated social freedoms for women. His Hawamish 'Ala daftar al-naksa (1967; "Marginal Notes on the Book of Defeat") was a stinging critique of unrealistic Arab leadership during the Six-Day War with Israel. Among his more than 20 poetry collections, the most noted volumes are Habibati (1961; "My Beloved") and Al-rasm bi-al-kalimat (1966; "Drawing with Words"). Qasa'id hubb 'Arabiyah ("Arabian Love Poems") was published in 1993.

أبي

أماتَ أبوكَ ؟
ضلالٌ . أنا لا يموتُ أبي
ففي البيتِ منهُ
روائحُ ربٍّ .. وذِكرى نبي
هُنا ركنُهُ .. تلكَ أشياؤهُ
تَفَتَّقُ عن ألفِ غُصنٍ صبي
جريدتُهُ . تَبغُهُ . مُتَّكاهُ
كأنَّ أبي ـ بعدُ ـ لم يذهَبِ ..

*

وصحنُ الرّمـادِ ... وفنجانُـهُ
على حالهِ .. بعـدُ لم يُشـرَبِ

ونظّارتاهُ ... أيسـلو الزجـاجُ
عيوناً أشـفَّ مـنَ المغـربِ

بقاياهُ، في الحُجُراتِ الفِسـاحِ
بقايـا النسـورِ على الملعـبِ

أجولُ الزوايا عليـه ، فحيـثُ
أمُـرُّ .. أمُـرُّ علـى مُعْشِـبِ

أشـدُّ يـديـهِ .. أميـلُ عليـهِ
أصلّـي على صـدرهِ المُتعَـبِ

أبي ... لم يزلْ بينَنا ، والحديث
حديثُ الكؤوسِ على المَشـرَبِ

يسـامرُنا . فالدوالي الحُبالـى
تَوالَـدُ مِـن ثغـرِهِ الطيّـبِ ..

أبـي خَبَـراً كـانَ من جنّـةٍ
ومعنى من الأرحبِ الأرحبِ ..

وَعَيْنا أبـي .. ملجـأٌ للنجـومِ
فهلْ يذكرُ الشـرقُ عينَيْ أبي ؟

بذاكـرةِ الصّيـفِ من والـدي
كـرومٌ ، وذاكـرةُ الكوكـبِ ..

*

أبي يا أبي .. إنَّ تاريخَ طيـبٍ
وراءكَ يمشـي ، فلا تتعـبِ ..

على اسمكِ نمضي ، فمن طيّبٍ
شـهيِّ المجانـي ، إلى أطيَبِ

حملتُكَ في صحوِ عينيَّ .. حتّى
تهيّـأَ للـنـاسِ أنّـي أبـي ..

أشيلُكَ حتّـى بنبـرةِ صوتي
فكيفَ ذهبتَ .. ولا زلتَ بي؟

*

إذا فُلَّـةُ الـدارِ أعطـتْ لَدَينا
ففي البيـتِ ألفُ فـمٍ مُذهَـبِ

فَـتَحـْنـا لتَـمّـوزَ أبوابَنـا
ففي الصيفِ لا بُـدَّ يأتي أبي ..
أحزان في الأندلس

كتبتِ لي يا غاليه..
كتبتِ تسألينَ عن إسبانيه
عن طارقٍ، يفتحُ باسم الله دنيا ثانيه..
عن عقبة بن نافعٍ
يزرع شتلَ نخلةٍ..
في قلبِ كلِّ رابيه..
سألتِ عن أميةٍ..
سألتِ عن أميرها معاويه..
عن السرايا الزاهيه
تحملُ من دمشقَ.. في ركابِها
حضارةً وعافيه..

لم يبقَ في إسبانيه
منّا، ومن عصورنا الثمانيه
غيرُ الذي يبقى من الخمرِ،
بجوف الآنيه..
وأعينٍ كبيرةٍ.. كبيرةٍ
ما زال في سوادها ينامُ ليلُ الباديه..
لم يبقَ من قرطبةٍ
سوى دموعُ المئذناتِ الباكيه
سوى عبيرِ الورود، والنارنج والأضاليه..
لم يبق من ولاّدةٍ ومن حكايا حُبها..
قافيةٌ ولا بقايا قافيه..

لم يبقَ من غرناطةٍ
ومن بني الأحمر.. إلا ما يقول الراويه
وغيرُ "لا غالبَ إلا الله"
تلقاك في كلِّ زاويه..
لم يبقَ إلا قصرُهم
كامرأةٍ من الرخام عاريه..
تعيشُ –لا زالت- على
قصَّةِ حُبٍّ ماضيه..

مضت قرونٌ خمسةٌ
مذ رحلَ "الخليفةُ الصغيرُ" عن إسبانيه
ولم تزل أحقادنا الصغيره..
كما هيَه..
ولم تزل عقليةُ العشيره
في دمنا كما هيه
حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ..
أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ
مَضت قرونٌ خمسةٌ
ولا تزال لفظةُ العروبه..
كزهرةٍ حزينةٍ في آنيه..
كطفلةٍ جائعةٍ وعاريه
نصلبُها على جدارِ الحقدِ والكراهيه..

مَضت قرونٌ خمسةُ.. يا غاليه
كأننا.. نخرجُ هذا اليومَ من إسبانيه..
إختاري

إني خيَّرتُكِ فاختاري
ما بينَ الموتِ على صدري..
أو فوقَ دفاترِ أشعاري..
إختاري الحبَّ.. أو اللاحبَّ
فجُبنٌ ألا تختاري..
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بينَ الجنّةِ والنارِ..

إرمي أوراقكِ كاملةً..
وسأرضى عن أيِّ قرارِ..
قولي. إنفعلي. إنفجري
لا تقفي مثلَ المسمارِ..
لا يمكنُ أن أبقى أبداً
كالقشّةِ تحتَ الأمطارِ
إختاري قدراً بين اثنينِ
وما أعنفَها أقداري..

مُرهقةٌ أنتِ.. وخائفةٌ
وطويلٌ جداً.. مشواري
غوصي في البحرِ.. أو ابتعدي
لا بحرٌ من غيرِ دوارِ..
الحبُّ مواجهةٌ كبرى
إبحارٌ ضدَّ التيارِ
صَلبٌ.. وعذابٌ.. ودموعٌ
ورحيلٌ بينَ الأقمارِ..
يقتُلني جبنُكِ يا امرأةً
تتسلى من خلفِ ستارِ..
إني لا أؤمنُ في حبٍّ..
لا يحملُ نزقَ الثوارِ..
لا يكسرُ كلَّ الأسوارِ
لا يضربُ مثلَ الإعصارِ..
آهٍ.. لو حبُّكِ يبلعُني
يقلعُني.. مثلَ الإعصارِ..

إنّي خيرتك.. فاختاري
ما بينَ الموتِ على صدري
أو فوقَ دفاترِ أشعاري
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بينَ الجنّةِ والنّارِ..
أسألك الرحيلا


لنفترق قليلا..
لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي
وخيرنا..
لنفترق قليلا
لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي
أريدُ أن تكرهني قليلا

بحقِّ ما لدينا..
من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..
بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..
ما زالَ منقوشاً على فمينا
ما زالَ محفوراً على يدينا..
بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..
ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..
وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي
بحقِّ ذكرياتنا
وحزننا الجميلِ وابتسامنا
وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا
أكبرَ من شفاهنا..
بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا
أسألكَ الرحيلا

لنفترق أحبابا..
فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..
تفارقُ الهضابا..
والشمسُ يا حبيبي..
تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا
كُن في حياتي الشكَّ والعذابا
كُن مرَّةً أسطورةً..
كُن مرةً سرابا..
وكُن سؤالاً في فمي
لا يعرفُ الجوابا
من أجلِ حبٍّ رائعٍ
يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا
وكي أكونَ دائماً جميلةً
وكي تكونَ أكثر اقترابا
أسألكَ الذهابا..

لنفترق.. ونحنُ عاشقان..
لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان
فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي
أريدُ أن تراني
ومن خلالِ النارِ والدُخانِ
أريدُ أن تراني..
لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي
فقد نسينا
نعمةَ البكاءِ من زمانِ
لنفترق..
كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا
وشوقنا رمادا..
وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..

كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري
فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير
ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير
ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..
يا فارسي أنتَ ويا أميري
لكنني.. لكنني..
أخافُ من عاطفتي
أخافُ من شعوري
أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا
أخاف من وِصالنا..
أخافُ من عناقنا..
فباسمِ حبٍّ رائعٍ
أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..
أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا
وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا
أسألك الرحيلا..
حتى يظلَّ حبنا جميلا..
حتى يكون عمرُهُ طويلا..
أسألكَ الرحيلا..
الاستجواب


(1)

مَنْ قَتَلَ الإمامْ ؟
المُخبِرونَ يملأونَ غرفتي
مَن قتلَ الإمامْ ؟
أحذيةُ الجنودِ فوقَ رقبتي
مَنْ قتلَ الإمامْ ؟
مَن طعنَ الدرويشَ صاحبَ الطريقهْ ؟
ومزَّقَ الجُبَّةَ ، والكشكولَ ، والمِسبَحَةَ الأنيقهْ ؟
يا سادَتي :
لا تقلعوا أظافري بحثاً عن الحقيقهْ
في جثةِ القتيلِ ، دوماً ، تسكنُ الحقيقهْ .

(2)

مَن قتلَ الإمامْ ؟
عساكرٌ بكاملِ السّلاحِ يدخلونْ
عساكرٌ بكاملِ السّلاحِ يخرجونْ
محاضِرٌ .. آلاتُ تسجيلٍ .. مصوّرونْ
يا سادَتي :
ما النفعُ من إفادَتي ؟
ما دمتُمْ ـ إن قلتُ وإنْ ما قلتْ ـ سوفَ تكتبونْ
ما تنفعُ استغاثتي ؟
ما دمتمْ ـ إن قلتُ وإن ما قلتُ ـ سوفَ تضربونْ
ما دمتمْ منذُ حكمتُمْ بلدي ..
عنّي تُفَكّرونْ ..

(3)

لستُ شيوعيّاً ـ كما قيلَ لكمْ ـ يا سادَتي الكِرامْ
ولا يمينيّاً ـ كما قيلَ لكمْ ـ يا سادَتي الكِرامْ
مسقطُ رأسي في دمشقَ الشامْ ..
هل واحدٌ من بينكمْ يعرفُ أينَ الشامْ ؟
هل واحدٌ من بينكم أدمنَ سُكنى الشامْ ؟
رَواهُ ماءُ الشامْ .. كَواهُ عِشقُ الشامْ ؟
تأكّدوا يا سادتي
لن تجدوا في كلِّ أسواقِ الورودِ وردةً كالشامْ
وفي دكاكينِ الحِلى جميعِها .. لؤلؤةً كالشامْ
لن تجدوا .. مدينةً حزينةَ العينينِ مثلَ الشامْ ..

(4)

لستُ عميلاً قذراً ...
ـ كما يقولُ مخبروكمْ ـ يا سادتي الكرامْ
ولا سرقتُ قمحةً ، ولا قتلتُ نملةً
ولا دخلتُ مركزَ البوليسِ يوماً .. سادتي الكرامْ
يعرفُني في حارتي الصغيرُ والكبيرْ
يعرفُني الأطفالُ ، والأشجارُ ، والحَمامْ
وأنبياءُ اللهِ يعرفونني
عليهمْ الصلاةُ والسلامْ
الصلواتُ الخمسُ .. لا أقطعُها يا سادتي الكرامْ ..
وخطبةُ الجمعةِ لا تفوتُني .. يا سادتي الكرامْ ..
من ربعِ قرنٍ وأنا أمارسُ الركوعَ والسجودْ
أمارسُ القيامَ والقعودْ
أمارسُ التشخيصَ خلفَ حضرةِ الإمامْ
يقولُ : ( اللهمَّ إمحقْ دولةَ اليهودْ )
أقولُ : ( اللهمَّ إمحقْ دولةَ اليهودْ )
يقولُ : ( اللهمَّ شتّتْ شملَهمْ )
أقولُ : ( اللهمَّ شتّتْ شملَهمْ )
يقولُ : ( اللهمَّ إقطعْ نَسلَهُمْ )
أقولُ : ( اللهمَّ إقطعْ نسلهُمْ )
يقولُ : (أغرقْ حرثَهم وزرعَهمْ )
أقولُ : (أغرقْ حرثَهمْ وزرعَهمْ )
وهكذا .. يا سادتي الكرامْ
قضيتُ عشرينَ سنهْ ..
أعيشُ في حظيرةِ الأغنامْ
أعلفُ كالأغنامْ
أنامُ كالأغنامْ
أبولُ كالأغنامْ
أطفال الحجارة


بهروا الدنيا..
وما في يدهم إلا الحجاره..
وأضاؤوا كالقناديلِ، وجاؤوا كالبشاره
قاوموا.. وانفجروا.. واستشهدوا..
وبقينا دبباً قطبيةً
صُفِّحت أجسادُها ضدَّ الحراره..

قاتَلوا عنّا إلى أن قُتلوا..
وجلسنا في مقاهينا.. كبصَّاق المحارة
واحدٌ يبحثُ منّا عن تجارة..
واحدٌ.. يطلبُ ملياراً جديداً..
وزواجاً رابعاً..
ونهوداً صقلتهنَّ الحضارة..
واحدٌ.. يبحثُ في لندنَ عن قصرٍ منيفٍ
واحدٌ.. يعملُ سمسارَ سلاح..
واحدٌ.. يطلبُ في الباراتِ ثاره..
واحدٌ.. بيحثُ عن عرشٍ وجيشٍ وإمارة..

آهِ.. يا جيلَ الخياناتِ..
ويا جيلَ العمولات..
ويا جيلَ النفاياتِ
ويا جيلَ الدعارة..
سوفَ يجتاحُكَ –مهما أبطأَ التاريخُ-
أطفالُ الحجاره..
إغضب

إغضبْ كما تشاءُ..
واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ
حطّم أواني الزّهرِ والمرايا
هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا..
فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ..
كلُّ ما تقولهُ سواءُ..
فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي
نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا..

إغضبْ!
فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ
إغضب!
فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ..
كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً..
فإنَّ قلبي دائماً غفورُ
إغضب!
فلنْ أجيبَ بالتحدّي
فأنتَ طفلٌ عابثٌ..
يملؤهُ الغرورُ..
وكيفَ من صغارها..
تنتقمُ الطيورُ؟

إذهبْ..
إذا يوماً مللتَ منّي..
واتهمِ الأقدارَ واتّهمني..
أما أنا فإني..
سأكتفي بدمعي وحزني..
فالصمتُ كبرياءُ
والحزنُ كبرياءُ
إذهبْ..
إذا أتعبكَ البقاءُ..
فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ..
وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني..
فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ..
فأنتَ في حياتيَ الهواءُ..
وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ..

إغضبْ كما تشاءُ
واذهبْ كما تشاءُ
واذهبْ.. متى تشاءُ
لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ
وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ...
إفادة في محكمة الشعر
ألقيت في مهرجان الشعر التاسع ببغداد عام
مرحباً يا عراقُ ، جئتُ أغنّيكَ وبعـضٌ من الغنـاءِ بكـاءُ
مرحباً، مرحباً.. أتعرفُ وجهاً حفـرتهُ الأيّـامُ والأنـواءُ؟
أكلَ الحبُّ من حشـاشـةِ قلبي والبقايا تقاسمتـها النسـاءُ
كلُّ أحبابي القدامى نسَــوني لا نُوارَ تجيـبُ أو عفـراءُ
فالشـفاهُ المـطيّبـاتُ رمـادٌ وخيامُ الهوى رماها الـهواءُ
سـكنَ الحزنُ كالعصافيرِ قلبي فالأسى خمرةٌ وقلبي الإنـاءُ
أنا جـرحٌ يمشـي على قدميهِ وخيـولي قد هدَّها الإعياءُ
فجراحُ الحسينِ بعضُ جراحي وبصدري من الأسى كربلاءُ
وأنا الحزنُ من زمانٍ صديقي وقليـلٌ في عصرنا الأصدقاءُ
مرحباً يا عراقُ، كيفَ العباءاتُ وكيفَ المها.. وكيفَ الظباءُ؟
مرحباً يا عراقُ ... هل نسيَتني بعدَ طولِ السنينِ سامـرّاءُ؟
مرحباً يا جسورُ يا نخلُ يا نهرُ وأهلاً يا عشـبُ... يا أفياءُ
كيفَ أحبابُنا على ضفةِ النهـرِ وكيفَ البسـاطُ والنـدماءُ؟
كان عنـدي هـنا أميرةُ حـبٍّ ثم ضاعت أميرتي الحسـناءُ
أينَ وجـهٌ في الأعظميّةِ حلـوٌ لو رأتهُ تغارُ منهُ السـماءُ؟
إنني السـندباد.ُ.. مزّقهُ البحـرُ و عـينا حـبيبتي المـيناءُ
مضغَ الموجُ مركبي ... و جبيني ثقبتهُ العواصـفُ الهـوجاءُ
إنَّ في داخلي عصوراً من الحزنِ فهـل لي إلى العـراقِ التجاءُ؟
و أنا العاشـقُ الكبيرُ... ولكـن ليس تكفي دفاتـري الزرقـاءُ
يا حزيرانُ.ما الذي فعلَ الشعرُ؟ وما الذي أعطـى لنا الشعراءُ؟
الدواويـنُ في يدينا طـروحٌ والتعـابيرُ كـلُّها إنـشاءُ
كـلُّ عامٍ نأتي لسـوقِ عُـكاظٍ وعـلينا العمائمُ الخضـراءُ
ونهـزُّ الرؤوسَ مثل الدراويشِ ...و بالنار تكتـوي سـيناءُ
كـلُّ عامٍ نأتي ... فهذا جريـرٌ يتغنّـى.. وهـذهِ الخـنساءُ
لم نزَل ، لم نزَل نمصمصُ قشراً وفلسطـينُ خضّبتها الـدماءُ
يا حزيـرانُ... أنـتَ أكـبرُ منّا وأبٌ أنـتَ مـا لـهُ أبـناءُ
لـو مـلكـنا بقيّـةً مـن إبـاءٍ لانتخـينا.. لكـننا جـبناءُ
يا عصـورَ المعلّقـاتِ مـلَلنا... ومن الجسـمِ قد يملُّ الرداءُ
نصـفُ أشـعارنا نقوشٌ ومـاذا ينفعُ النقشُ حين يهوي البناءُ؟
المـقاماتُ لعبةٌ ... والحريـريُّ حشيشٌ.. والغولُ والعـنقاءُ
ذبحتنا الفسـيفسـاءُ عصـوراً والدُّمى والزخارفُ البلـهاءُ
نرفـضُ الشعرَ كيمياءً وسحراً قتلتنا القصيـدةُ الكيـمياءُ
نرفـضُ الشعرَ مسـرحاً ملكياً من كراسيهِ يحرمُ البسـطاءُ
نرفـضُ الشعرَ أن يكونَ حصاناً يمتطـيهِ الطـغاةُ والأقـوياءُ
نرفـضُ الشعرَ عتمـةً ورموزاً كيف تستطيعُ أن ترى الظلماءُ؟
نرفـضُ الشعرَ أرنبـاً خشـبيّاً لا طمـوحَ لـهُ ولا أهـواءُ
نرفضُ الشعرَ في قهوةِ الشـعر.. دخـانٌ أيّامـهم.. وارتخـاءُ
شعرُنا اليومَ يحفرُ الشمسَ حفراً بيديهِ.. فكلُّ شـيءٍ مُـضاءُ
شـعرنا اليومَ هجمةٌ واكتشـافٌ لا خطوطَ كوفيّـةً ، وحِداءُ
كلُّ شعـرٍ معاصـرٍ ليـسَ فيهِ غصبُ العصرِ نملةٌ عـرجاءُ
ما هوَ الشعـرُ... إن غدا بهلواناً يتسـلّى برقصـهِ الخُـلفاءُ
ما هو الشعرُ... حينَ يصبحُ فأراً كِسـرةُ الخبزِ –هَمُّهُ- والغِذاءُ
و إذا أصـبحَ المفكِّـرُ بُـوقـاً يستوي الفكرُ عندها والحذاءُ
يُصلبُ الأنبياءُ مـن أجـل رأيٍ فلماذا لا يصلبَ الشعـراءُ؟
الفدائيُّ وحـدهُ.. يكتـبُ الشـعرَ و كـلُّ الذي كتبناهُ هـراءُ
إنّهُ الكاتـبُ الحقيقـيُّ للعصـرِ ونـحنُ الحُـجَّابُ والأجـراءُ
عنـدما تبـدأُ البنـادقُ بالعـزفِ تمـوتُ القصـائدُ العصـماءُ
مـا لنا ؟ ما لنا نلـومُ حزيـرانَ و في الإثمِ كـلُّنا شـركاءُ؟
من هـم الأبرياءُ ؟ نحنُ جميـعاً حامـلو عارهِ ولا اسـتثناءُ
عقلُنا ، فكـرُنا ، هـزالُ أغانينا رؤانا، أقوالُـنا الجـوفـاءُ
نثرُنا، شعرُنا، جرائدُنا الصـفراءُ والحـبرُ والحـروفُ الإمـاءُ
البطــولاتُ موقـفٌ مسـرحيٌّ ووجـوهُ الممثلـينَ طـلاءُ
و فلسـطينُ بينهـم كـمـزادٍ كلُّ شـارٍ يزيدُ حين يشـاءُ
وحـدويّون! و البـلادُ شـظايا كـلُّ جزءٍ من لحمها أجزاءُ
ماركسـيّونَ! والجماهـيرُ تشقى فلماذا لا يشبـعُ الفقـراءُ؟
قرشـيّونَ! لـو رأتهـم قريـشٌ لاستجارت من رملِها البيداءُ
لا يمـينٌ يجيـرُنا أو يســارٌ تحتَ حدِّ السكينِ نحنُ سواءُ
لو قرأنا التاريخَ ما ضاعتِ القدسُ وضاعت من قبـلها "الحمـراءُ"..
يا فلسـطينُ ، لا تزالينَ عطشى وعلى الزيتِ نامتِ الصحـراءُ
العباءاتُ.. كـلُّها مـن حـريـرٍ واللـيالي رخيصـةٌ حمـراءُ
يا فلسـطينُ، لا تنـادي عـليهم قد تساوى الأمواتُ والأحياءُ
قتلَ النفـطُ ما بهم مـن سـجايا ولقد يقتـلُ الثـريَّ الثراءُ
يا فلسـطينُ ، لا تنادي قريشـاً فقريشٌ ماتـت بها الخيَـلاءُ
لا تنادي الرجالَ من عبدِ شمسٍ لا تنادي.. لم يبـقَ إلا النساءُ
ذروةُ الموتِ أن تموتَ المروءاتُ ويمشـي إلى الـوراءِ الـوراءُ
مرَّ عامـانِ والغـزاةُ مقيمـونَ و تاريـخُ أمـتي... أشـلاءُ
مـرَّ عامانِ.. والمسـيحُ أسـيرٌ في يديهم.. و مـريمُ العـذراءُ
مـرَّ عامـانِ... والمآذنُ تبكـي و النواقيـسُ كلُّها خرسـاءُ
أيُّها الراكعونَ في معبدِ الحـرفِ كـفانا الـدوارُ والإغـماءُ
مزِّقوا جُبَّـةَ الدراويـشِ عـنكم واخلعوا الصوفَ أيُّها الأتقياءُ
اتـركـوا أولياءَنـا بـسـلامٍ أيُّ أرضٍ أعادها الأولياءُ؟
في فمي يا عراقُ.. مـاءٌ كـثيرٌ كيفَ يشكو من كانَ في فيهِ ماءُ؟
زعمـوا أنني طـعنتُ بـلادي وأنا الحـبُّ كـلُّهُ والـوفاءُ
أيريدونَ أن أمُـصَّ نـزيفـي؟ لا جـدارٌ أنا و لا ببـغاءُ!
أنـا حريَّتي... فإن سـرقـوها تسقطِ الأرضُ كلُّها والسماءُ
ما احترفتُ النِّفاقَ يوماً وشعري مـا اشتـراهُ الملـوكُ والأمراءُ
كـلُّ حـرفٍ كتبتهُ كانَ سـيفاً عـربيّاً يشـعُّ منهُ الضـياءُ
و قـليـلٌ مِنَ الكـلامِ نَـقِـيٌّ وكـثيرٌ من الكـلامِ بغـاءُ
كم أُعـاني مِمَّا كَتَبْـتُ عـذاباً ويعاني في شـرقنا الشـرفاءُ
وجعُ الحرفِ رائـعٌ.. أوَتشـكو للـبسـاتينِ وردةٌ حمـراءُ؟
كلُّ من قاتلوا بحرفٍ شـجاعٍ ثم ماتـوا.. فإنـهم شهداءُ
لا تعاقب يا ربِّ من رجموني واعفُ عنهم لأنّـهم جهلاءُ
إن حبّي للأرضِ حـبٌّ بصيرٌ وهواهم عواطـفٌ عمياءُ
إن أكُن قد كَوَيْـتُ لحمَ بلادي فمن الكيِّ قد يجـيءُ الشفاءُ
من بحارِ الأسى ، وليلِ اليتامى تطلـعُ الآنَ زهـرةٌ بيضاءُ
و يطلُّ الفـداءُ شـمساً عـلينا ما عسانا نكونُ.. لولا الفداءُ
من جـراحِ المناضلينَ... وُلدنا ومنَ الجرحِ تولدُ الكـبرياءُ
قبلَهُم ، لم يكـن هـناكَ قبـلٌ ابتداءُ التاريخِ من يومِ جاؤوا
هبطـوا فـوقَ أرضـنا أنبياءً بعد أن ماتَ عندنا الأنبياءُ
أنقذوا ماءَ وجهنا يـومَ لاحوا فأضاءت وجوهُنا السوداءُ
منحـونا إلى الحـياةِ جـوازاً لم تكُـن قبلَهم لنا أسمـاءُ
أصـدقاءُ الحروفِ لا تعذلوني إن تفجّرتُ أيُّها الأصـدقاءُ
إنني أخزنُ الرعودَ بصـدري مثلما يخزنُ الرعودَ الشتاءُ
أنا ما جئتُ كي أكـونَ خطيباً فبلادي أضاعَـها الخُـطباءُ
إنني رافضٌ زماني وعصـري ومن الـرفضِ تولدُ الأشـياءُ
أصدقائي، حكيتُ ما ليسَ يُحكى و شـفيعي... طـفولتي والنـقاءُ
إنني قـادمٌ إليكـم ... و قلبـي فـوقَ كـفّي حمامـةٌ بيضـاءُ
إفهموني... فما أنا غـيرُ طـفلٍ فـوقَ عينيهِ يسـتحمُّ المـساءُ
أنا لا أعـرفُ ازدواجيّةَ الفكـرِ فنفسـي.. بحـيرةٌ زرقـاءُ
لبلادي شـعري.. ولسـتُ أبالي رفصتهُ أم باركتـهُ السـماءُ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دودي
عضو مشارك
عضو مشارك
دودي


انثى
الاسد
عدد المساهمات : 103
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 11/11/2010
العمر : 34

اكثر من اربعة قصائد لنزار قباني Empty
مُساهمةموضوع: رد: اكثر من اربعة قصائد لنزار قباني   اكثر من اربعة قصائد لنزار قباني Emptyالسبت نوفمبر 13, 2010 1:08 am

بحقِّ ما لدينا..
من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..
بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..
ما زالَ منقوشاً على فمينا
ما زالَ محفوراً على يدينا..
بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..
ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..
وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي
بحقِّ ذكرياتنا
وحزننا الجميلِ وابتسامنا
وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا
أكبرَ من شفاهنا..
بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا
أسألكَ الرحيلا

مشكوووووووووور خويا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اكثر من اربعة قصائد لنزار قباني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ام المعتز لنزار قباني بيروت تموت بين دراعي كسمكة اخترقها رمح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الخواطر والعقلية الجزائرية :: القسم الأدبي :: منتدى الشعر-
انتقل الى: